تسويق إلكترونى

التسويق الإلكترونى (Internet marketing)

بلغ التقدم التكنولوجى مبلغاً كبيراً فى جميع المجالات خاصةً فى العقديين الماضيين لاسيما فى الجانب الإلكترونى الذى غزا العالم ليصبح عصب الأعمال فى الوقت الحاضر ، ولم يكن مجال التسويق ليبتعد عن مواكبه هذا التقدم الهائل خاصةً فيما يتعلق بطبيعة المهنة وزيادة فرص نجاحها ومواجهة المشكلات التى تعوق تقدمها ، فبدأت مهنة التسويق تتخد جانباً أكثر فاعلية وتوغلاً فى المجتمع فى ظل هذه التكنولوجيا الرقمية مع الإبقاء على الخطوط الأصلية التقليدية لتلك المهنة إنما أخذت فى مزجهما معاً وهو ما أظهر لنا فى الوقت الحاضر ظاهرة التسويق الإلكترونى أو ما يعرف بالتسويق عبر الإنترنت.

 

فإذا كان التسويق هو ما يحقق لأى مؤسسة وجودها المرغوب فى سوق العمل أمام منافسيها فما بالك إذا تم إضافة صفة الإلكترونى إلى مهنة التسويق فإننا إذاً نجمع بين الفرص والمقومات المتوفرة فى المجتمع والبيئة المحيطة مع الإتساع الكبير والفضاء الواسع الذى يصنعه الإنترنت بكل ما لدية من تكنولوجيا ووسائل إلكترونية للجمع بين البشر.

المقصود بالتسويق الإلكترونى :

يعرف التسويق (Marketing) بشكل عام بفن البيع أو فن تحليل سوق العمل المستهدف ودراسة توجهات ورغبات عملاءه لإنجازها وتقديمها على أفضل صورة ، وبشكل آخر فإن مفهوم التسويق هو مجموعة الخدمات التى تعمل على إستنباط وتطوير رغبة العملاء مع تحقيق أعلى نسبة ربح للمؤسسات خلال فترة زمنية معينة ، هذا وتعد مهنة التسويق هى الركيزة الأولى التى تعتمد عليها أى مؤسسة فى العالم على إختلاف مجال عملها من أجل تحقيق أهدافها داخل سوق العمل الذى تقوم بإستهدافه.

 

أما مفهوم التسويق الإلكترونى أو الرقمى أو التسويق عبر الشبكات فيمكن إستنباطه بسهولة من خلال مسمياته ، بأنه عمليات تسويق منتج أو إسم أو علامة تجارية لشركة أو مؤسسة ما والترويج لجذب عملاء جدد لها من خلال إستخدام الأنواع العديدة للتسويق الإلكترونى أو خدمات التسويق المتعددة التى تقدمها كل شركة ، وكل ذلك عبر شبكة الإنترنت خصوصاً مع شغف الملايين حالياً بالإنترنت وزيادة عدد مستخدميه بشكل كبير ، أما بالنسبة للأشخاص فهو تسويق موقع إلكترونى أو الترويج لفكرة موقع ما لجذب إنتباه الجمهور إليه ولتحقيق أرباح مادية عن طريق الإعلانات والمحتوى الذى يتضمنه الموقع.

 

أنواع وأساليب التسويق الإلكترونى :

لم يعد الإستخدام الأكبر للإنترنت بشكل شخصى كما كان فى البداية بل أصبح شئ لا يمكن لأى مؤسسة فى العالم أن تستغنى عنه ، بحيث أصبح التسويق الإلكترونى أكثر ما يخلق مجالات تسويقية ومبيعات لأى شركة أو مؤسسة ، فقد تحول الإنترنت خلال السنوات القليلة الماضية إلى ما يشبه السوق الدولى متعدد المستخدمين ومتنوع السلع والخدمات الخاصة بالمؤسسات التى ترغب فى تنفيذ خططها التسويقية على الشريحة المستهدفة لتحقيق أعلى معدلات البيع والأرباح ، كل ذلك يتم من خلال النوافذ التسويقية العديدة الذى يفتحها التسويق عبر شبكة الإنترنت ، وهى :-

-        التسويق الإلكترونى عن طريق تهيئة محركات البحث (SEO):

يتم عن طريق الإستهداف والإستغلال الأمثل للكلمات البحثية فى الموقع الإلكترونى والتى تعد مفتاح بحث المستخدمين عن طريق المحتوى المكتوب والمدونات ، وكل ذلك يهدف فى المقام الاول لإيصال الموقع الإلكترونى لأفضل ترتيب خلال محركات البحث الخاصة بشكبة الإنترنت مثل محرك البحث Google)) ومن ثم زيادة عدد متابعى الموقع وتحقيق عوائد مادية أكبر من الإعلانات بتكاليف أقل ، فكلما زاد ترتيب الموقع الإلكترونى فى محرك البحث فإن ذلك يؤكد على أنه الأفضل ويزيد متابعيه ويعطيهم ثقة كبيرة فى أفضلية التعامل معه.

 

-        التسويق عن طريق البريد الإلكترونى :

وهو تسويق خدمات أو سلع تستهدف شريحة بعينها عبر البريد الإلكترونى ، وهى من أول وأفضل طرق التسويق الإلكترونى لسهولة إستخدامها ونشرها وتعقبها بالإضافة إلى قله تكاليفها وإرتفاع العائد المادى لها.

 

-        التسويق الإلكترونى عن طريق مواقع التواصل الإجتماعى :

تعتبر حالياً مواقع وقنوات التواصل الإجتماعى من أفضل الطرق التسويقية لأنها تمكن أى مؤسسة أو شركة من متابعة ومخاطبة جمهورها من مستخدمى تلك الشبكات بشكل مباشر ومنها (YouTube , Twitter , Facebook , Instagram) ، ومن أهم مميزاتها سهولة عرض الخدمات وزياده متابعيها بسرعة ومعرفة إنطباعاتهم بسهولة كبيرة ، كما يمكن توجييهم إلى موقعك الإلكترونى مما يساهم فى رفع ترتيبه فى نتائج محركات البحث ، كما يمكن عمل إعلانات مدفوعة أو غير مدفوعة من خلال تلك المواقع.

-        التسويق الإلكترونى عن طريق إعلانات الإنترنت المجانية والمدفوعة :

تعد من أهم وأنجح عمليات التسويق عبر الإنترنت ، وهى نوعان إما عن طريق الإعلانات التى تبرز مع نتائج البحث فى جوانب الصفحات ، بحيث يعتمد صاحب الإعلان على الكلمات البحثية بالنسبة لمستخدمى الإنترنت ، وهى أفضل من حيث التحكم فى ميزانيتها بحيث لا يدفع صاحب الإعلانات إلا ثمن الإعلان الذى يضغط عليه المستخدم فقط (إعلانات مدفوعة) ، أما النوع الثانى فهو الإعلان داخل مواقع إلكترونية غير مملوكة لصاحب الإعلان نفسه لكن فى هذه الحالة يدفع صاحب الإعلانات ثمنها مرة واحدة دون إنتظار نتائجها.

-        التسويق الإلكترونى عبر رسائل الجوال النصية :

تعد من أيسر عمليات التسويق الحديثة بسبب زيادة مستخدمى الهواتف الزكية وسرعة إرسال ووصول الرسائل بشكل بسيط دون إزعاج العملاء.

 

أهداف ومميزات التسويق الإلكترونى :

-        التسويق الإلكترونى يسمح لأى شركة أو مؤسسة بالتواصل مع أكبر عدد من العملاء خاصةً الشرائح التى تستهدفها بأيسر الطرق وأقل التكاليف وإقامة علاقات عمل دائمة معهم.

-        يُمكن أى شخص أو شركة من طرح منتجاتها أو أسمائها التجارية وترويجها أمام الجمهور تمهيداً لبيعها (البيع الإلكترونى) ، دون التمييز بين شركة كبيرة وأخرى صغيرة أو حتى فرد واحد أى أنه يعزز مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص.

-        إنشاء مواقع إلكترونية سواء لشركة أو لشخص والترويج من خلالها للمنتج أو خطط الأعمال أو الترويج لما تحتويه هى نفسها من محتوى أو مضمون يخص أشياء معينة.

-        يتيح التسويق الإلكترونى لأى شخص حول العالم الحصول على ما يرغب من أى منتج لأى شركة فى أى مكان حول العالم ، دون التقيد بدولة أو بشريحة معينة فالتسويق الإلكترونى يجعل شبكة الإنترنت خاصة شبكات التواصل الإجتماعى بمثابة سوق واحدة مفتوحة على جميع أنحاء العالم.

-        كما أن التسويق الإلكترونى بتوظيفه للتكنولوجيا الحديثة فى مجال التسويق يختصر الكثير من الوقت والجهد والتكاليف فى عملية التسويق دون التقييد بشرائح أو أماكن معينة.

-        يوفر أكبر معدلات الكسب المادى للشركات والمؤسسات.

المحاور الرئيسية لنجاح عمليات التسويق الإلكترونى :

يتطلب نجاح عمليات التسويق عبر الإنترنت تحقيق بعض التحديات والعمل وفق عدد كبير من المحاور ، لكن أمكن تحديد أربعة محاور رئيسية لنجاح أى عملية تسويق إلكترونى وهى :-

أولاً وضع خطة تسويق ناجحة ومتكاملة :

بشكل عام لا يتم إنجاز أى عمل على أكمل وجه وإنتظار نتائج جيدة بدون وضع خطة عمل محكمة الدراسة والتجربة كى تضمن حدوث نتائج ، وذلك إبتداءً من البحث عن العميل وكيفية الوصول إليه ثم الطريقة والعروض التى تستطيع من خلالها إقناعه بالعمل معك وكيف تتواصل معه وصولاً إلى الخطط التى يضعها المختصون لإنجاز مشروع العمل نفسه والتى تتضمن بالضرورة الميزانية المخصصة لإنجاز العمل حتى نهايته.

ثانياً الخدمات أو السلع المراد تسويقها :

الخدمات أو السلع التى تقدمها أى شركة ما أو التى ترغب فى تسويقها إلكترونياً إلى شريحة معينة من الجمهور تظل هى الأساس فى وضع خطط التسويق المناسبة وفى إختيار الطريقة التسويقية المتبعة لتوفير النفقات وفى نفس الوقت للوصول لأكبر الأرباح.

ثالثاً الموقع الإلكترونى المتخصص :

لابد على كل مؤسسة أو شركة ترغب فى تسويق خدماتها أو منتجاتها من عمل موقع إلكترونى متخصص لعرض تلك السلع والتواصل مع الجمهور ، ولابد أن تتحقق فيه بعض الشروط إبتداءً من تصميمه والبرمجة الخاصة به وطريقه عرض محتواه إنتهاءً بالخطوط والألوان المستخدمه فيه فالموقع الإلكترونى الخاص بشركة سياحية لابد أن يختلف عن موقع لشركة إستثمار عقارى مثلاً حتى المواقع الشخصية الخاصة بأفراد.

رابعاً المعرفة والدراية :

الطبيعى أن مزج مهنة وعمليات التسويق بأنواعها بالتقدم التكنولوجى والإلكترونى الهائل من خلال الإنترنت يحتم إستخدام تقنيات معينة لا تتوافر كثيراً ، لذا كان لزاماً على العاملين فى هذا المجال أن يكونوا على خبرة ودراسة تِقنية عالية سواء فى التعامل مع الإنترنت أو خبرات فى مجال التسويق ووضع الخطط التسويقية بإستخدام الإنترنت ، فيشترط إجتياز بعض الخبرات والتدريبات التقنية كتصميم الصور والإعلانات وبرامج الفوتوشوب بالإضافة إلى الدراسة والخبرة الوافية لأساسيات تصميم وبرمجة المواقع الإلكترونية.